حقائب السفر جاهزة لعطلة عيد العمال في الصين
سياسات مشجعة للزوار الأجانب تدفع المزيد للسفر إلى الصين
من المتوقع أن تشهد الصين تدفقًا كبيرًا من السياح القادمين من الخارج، إلى جانب زيادة أعداد المسافرين المحليين خلال عطلة عيد العمال التي تبدأ في الأول من مايو. وقد ارتفعت الحجوزات بشكل ملحوظ مع تصاعد الحماس للسفر.
ووفقًا لتقديرات وزارة النقل الصينية، فإن عدد الرحلات اليومية بين الأقاليم خلال فترة العطلة التي تمتد لخمسة أيام قد تتجاوز 260 مليون رحلة.
تسهم السياسات المشجعة مثل استرداد الضرائب للمسافرين الأجانب مباشرة بعد الشراء من المتاجر المعتمدة على مستوى البلاد في جذب المزيد من الزوار. ووفقًا لمجموعة Trip.com، أكبر وكالة سفر إلكترونية في الصين، ارتفع حجم حجوزات المنتجات السياحية الوافدة بنسبة تفوق 170% مقارنة بالعام الماضي.
وقال داي بين، رئيس الأكاديمية الصينية للسياحة: "لقد دخلت السياحة الوافدة مرحلة جديدة من النمو المزدهر، بدعم من انفتاح الصين المتزايد على العالم. كما أصبحت العديد من المرافق الثقافية والترفيهية العامة في الصين وجهات جديدة تلبي احتياجات السياح الأجانب المتنوعة والشخصية".
وأضاف داي: "تشير البيانات إلى أن استمرار نمو الاقتصاد الصيني، والسكان الضخم، والموارد الطبيعية والثقافية الغنية ستدعم النمو طويل الأمد لاقتصاد السياحة، بنما الأسواق السياحية المحلية تتجه نحو دورة جديدة من التطور المزدهر".
كجزء من خططها لتعزيز الاستهلاك، تعتزم الصين توسيع سياسة الدخول بدون تأشيرة بشكل منظم، والاستفادة بشكل أفضل من نظام المتاجر المعفاة من الضرائب من خلال افتتاح المزيد منها وتبسيط إجراءات استرداد الضرائب للزوار الأجانب.
وستعمل الصين على تسريع تحويل خمس مدن كبرى — شانغهاي، بكين، قوانغتشو (مقاطعة قوانغدونغ)، تيانجين، وتشونغتشينغ — إلى مراكز استهلاكية عالمية على غرار نيويورك ولندن، وتهيئة بيئة تسوق عالمية جاذبة.
وذكرت إدارة الهجرة الوطنية أن عدد المسافرين الأجانب الذين زاروا هذه المدن الخمس في العام الماضي تضاعف مقارنة بعام 2023.
وقال لي قانغ، المدير العام لإدارة تشغيل السوق وتعزيز الاستهلاك بوزارة التجارة: "في هذه المدن الخمس، كانت نسبة المتاجر التي تقدم استرداد الضرائب للأجانب 60% من إجمالي عدد المتاجر في الصين، وبلغت مبيعاتها أكثر من 70% من إجمالي القيمة على مستوى البلاد".
وبحسب Trip.com، فإن كوريا الجنوبية، اليابان، سنغافورة، روسيا، ماليزيا، تايلاند، والولايات المتحدة تتصدر قائمة الدول المصدّرة للسياح الوافدين خلال عطلة عيد العمال، وتضم وجهاتهم المفضلة داخل الصين: شانغهاي، بكين، قوانغتشو، شينتشين (مقاطعة قوانغدونغ)، تشنغدو (مقاطعة سيتشوان)، وتشونغتشينغ.
وقالت شن جياني، باحثة أولى في Trip.com: "في أواخر أبريل وأوائل مايو، تحتفل اليابان بعدة عطلات رسمية، ويحصل الموظفون على إجازات، وقد تضاعف حجم حجوزات السفر إلى الصين من قبل السياح اليابانيين تقريبًا مقارنة بالعام الماضي".
في المقابل، يستمر السياح الصينيون في إظهار حماسهم للسفر إلى الخارج، ومن المتوقع أن يزوروا أكثر من 1300 مدينة حول العالم، بزيادة تزيد عن 290 مدينة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وفقًا لوكالة Qunar.
بفضل السياسات الميسرة للتأشيرات من عدة دول وافتتاح المزيد من الرحلات الدولية، أصبحت الوجهات القريبة والمتوسطة المدى من أبرز اختيارات السياح الصينيين. كما طلب العديد من الموظفين إجازات إضافية لدمجها مع عطلة عيد العمال الحالية.
وقد شهدت اليابان، هونغ كونغ، كوريا الجنوبية، تايلاند وسنغافورة حجوزات قوية للفنادق من قبل المسافرين من برّ الصين الرئيسي. كما شهدت وجهات ناشئة مثل قطر، النمسا، كازاخستان، نيبال، والنرويج نموًا سريعًا بفضل مواردها السياحية الفريدة، بحسب Trip.com.
كما أظهر المسافرون الصينيون اهتمامًا متزايدًا بالجولات الخاصة، حيث ارتفعت الحجوزات لهذه الجولات بنسبة تقارب 25% مقارنة بالعام الماضي، وخاصة إلى اليابان التي شهدت ارتفاعًا بنسبة 60%.
لكن، ووفقًا لوكالة Tuniu ومقرها نانجينغ، لا يزال كثير من المسافرين يفضلون الحجز في اللحظات الأخيرة، ما يجعل سوق السياحة عرضة لتغيرات مفاجئة.
تصدرت جولات مشاهدة أزهار الكرز قائمة الأنشطة المفضلة هذا العام، حيث يفضل العديد من الزوار الصينيين الانضمام إلى رحلات لمشاهدة الأزهار.
وقال تشي تشونغوانغ، نائب رئيس Tuniu: "مشاهدة أزهار الكرز في اليابان كانت شائعة منذ بداية الموسم هذا الربيع، وعلى الرغم من اقتراب نهاية الموسم في معظم المناطق، ما زال السياح الصينيون متحمسين للسفر إلى اليابان".
ليلي وانغ، موظفة تبلغ من العمر 30 عامًا من شانغهاي، تخطط للسفر على متن شركة Spring Airlines إلى ساغا، اليابان. وقالت إنها زارت اليابان عدة مرات، وفي كل مرة تجد فيها سحرًا مختلفًا.
وأضافت: "أُطلقت رحلات مباشرة إضافية بين الصين واليابان، وخاصة بين شانغهاي وبعض الوجهات اليابانية الصغيرة، وتأتي حزم السفر بأسعار جيدة، ما يجعل الرحلة مريحة وسهلة".
وفي الداخل، يستمر الطلب القوي على الرحلات المحلية، ويظل سكان المدن الكبرى من الطبقة الأولى والثانية العمود الفقري لهذه السوق.
ومع اعتدال الأجواء في فصل الربيع وارتفاع درجات الحرارة، من المتوقع أن تستقبل مدن الجنوب مثل ووشي (مقاطعة جيانغسو)، وهانغتشو وشاوشينغ (مقاطعة تشجيانغ)، ووهان (مقاطعة هوبي) المزيد من الزوار، بحسب Tuniu.
كما من المتوقع أن تستقطب مدن الساحل الشمالي مثل تشينغداو وويهاي (مقاطعة شاندونغ)، وداليان (مقاطعة لياونينغ) أعدادًا أكبر من السياح.
وقد أدى ارتفاع الطلب على السفر إلى نمو في نشاط شركات الطيران، التي بدأت بإطلاق رحلات جديدة أو زيادة الترددات لتلبية الإقبال المتزايد.
فعلى سبيل المثال، أطلقت خطوط طيران تيانجين رحلات تربط يانتاي مع داليان، وهانغتشو، ونينغبو، بسعر منخفض يصل إلى 300 يوان (41.2 دولارًا أمريكيًا) للرحلة الواحدة.
وفي شمال غرب الصين، أطلقت تيانجين عدة خطوط جديدة عبر المناطق باستخدام شيآن (مقاطعة شنشي) كمحور، مثل خطوط تربط شيآن مع سونغيوان (مقاطعة جيلين)، وريتشاوتشو (مقاطعة شاندونغ)، وتايزو (مقاطعة تشجيانغ).
كما أطلقت شركة "كاثي باسيفيك" التي تتخذ من هونغ كونغ مقرًا لها، رحلات مباشرة بين هونغ كونغ وأورومتشي (منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم) بدءًا من يوم الإثنين.
وتسهم هذه الخدمة، التي تشمل أربع رحلات ذهابًا وإيابًا أسبوعيًا، في رفع عدد الوجهات التي تغطيها الشبكة الجوية للشركة في الصين القارية إلى 20 وجهة.