التراث الثقافي الصيني يكسب قلوب العالم: رحلة ساحرة للطلبة الأجانب في الصين
عندما تخوض طالبة إيطالية تجربة رقصة التنين، وتستمتع طالبة روسية بأوبرا "كون" في مسرح الصين الكبير بشانغهاي، ويخوض شاب مغربي تجربة مسرح الظل في سونغجيانغ، فإن التراث الثقافي غير المادي في الصين يواصل كسب قلوب المعجبين من جميع أنحاء العالم.
من الفضول إلى الشغف، ومن "لا أفهم شيئًا" إلى "لن أتوقف حتى أتقنه"، فما مدى جاذبية هذه التجربة الثقافية العابرة للحدود؟
الطالبة الإيطالية نيكول
نيكول تشارك في رقصة التنين في البوند. [التصوير/ ليو شين من xinmin.cn]
مع إشراقة الصباح، يصل أعضاء فريق رقصة التنين إلى منصة المشاهدة في منطقة البوند. وغالبًا ما يلفت المشهد أنظار السائحين والمارة الأجانب وممارسي الرياضة الذين يتوافدون إلى المكان، فيتملكهم الحماس للتجربة وينضمون للفريق واحدا تلو الأخر.
ورغم حاجز اللغة، استطاعت نيكول، الطالبة الإيطالية، أن تتقن بعض الحركات بسرعة بمساعدة السكان المحليين المتحمسين. وقالت نيكول بحماس: "هذه أول مرة أشارك فيها في رقصة التنين، إنها تجربة مذهلة! أعتقد أن المواظبة عليها يوميًا ستجعلني أكثر صحة!"
الطالبة الروسية وو لي يان
وو لي يان تستمتع بأوبرا "كون" في مسرح الصين الكبير. [الصورة/thepaper.cn]
وو لي يان، طالبة روسية تدرس في جامعة شرق الصين للمعلمين، حضرت مؤخرًا عرضًا قدمته الفنانة الشابة تشانغ ران، شمل مقاطع من أعمال كلاسيكية مثل "قصر الفاوانيا" و"جسر المقطوعة من برج لي فنغ".
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تتعرف فيها وو على فن أوبرا "كون". تقول: "في الجامعة، حضرنا دورة عن ثقافة جيانغنان (جنوب نهر اليانغتسي)، وكان الأستاذ يجيد غناء أوبرا "كون"، وعلّمنا بعض المقاطع."
ولكن الاستماع لبعض المقاطع في قاعة المحاضرات لم يكن كافيا لإرضاء شغفها. أضافت قائلة: "كما يقول المثل الصيني: 'الاستماع مئة مرة لا يُغني عن المشاهدة مرة واحدة'، فالفن يحتاج إلى التفاعل المباشر والتجربة عن قرب. وعندما علمت بوجود عرض لتشانغ ران في مسرح الصين الكبير، ذهبت فورًا."
الطالب المغربي خليل
خليل يتعلّم فن مسرح الظل من السيد تانغ جياتشانغ، الجيل السابع من الورثة لهذا الفن. [الصورة/مركز الإعلام المتكامل لمنطقة سونغجيانغ]
خليل وهو طالب مغربي في جامعة الدراسات الدولية بشانغهاي، شاهد لأول مرة مسرح الظل على الإنترنت عندما كان في المدرسة الثانوية.
ومؤخرًا، زار خليل قاعدة حفظ التراث الثقافي غير المادي في منطقة سونغجيانغ، حيث التقى بـتانغ جياتشانغ، أحد الورثة المحترفين لمسرح الظل في مدينة سيجينغ القديمة، وتعرف عن قرب على سحر هذا الفن التقليدي.
قال خليل: "تعلّم فن مسرح الظل في سونغجيانغ جعلني أدرك بحق ما تعنيه عبارة 'دقيقة واحدة على المسرح تساوي عشر سنوات من التدريب وراء الكواليس'. وأن هذا الفن يجمع بين عمق التاريخ والحكمة الشعبية في آنٍ واحد."