الإماراتيون الدارسون في شانغهاي: تجربة تعليمية وثقافية فريدة
أقامت القنصلية العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة في شانغهاي مؤخرًا مأدبة إفطار بمناسبة شهر رمضان المبارك. حضر الحدث المواطنون الإماراتيون الدارسون في شانغهاي، إضافة إلى شخصيات بارزة من الأوساط السياسية والتجارية في المدينة، ومسؤولين حكوميين، ونخبة من رجال الأعمال، ودبلوماسيين من البعثات الأجنبية، وممثلين عن الأوساط الأكاديمية.
إلياء وماريا، شابتان إماراتيتان من أبوظبي، تدرسان حاليًا في جامعة شرق الصين للعلوم والتكنولوجيا. تتميزان بالحيوية والانطلاق، وتبذلان جهدًا كبيرًا في تعلم اللغة الصينية والتعرف على الثقافة الصينية، حيث تخططان لدراسة الهندسة الكيميائية في المستقبل.
الفتاتان تعبران عن حبهما للصين وتعتبران أن فرصة الدراسة فيها مميزة جدًا. وتؤكدان أن الشعب الصيني طيب وودود ومستعد دائمًا للمساعدة. منذ وصولهما إلى الصين، تلقتا دعمًا من زملائهما الصينيين ومعلميهما في الدراسة والحياة اليومية. أما بالنسبة للطعام، فإن المعكرونة (النودلز)، والدامبلينغ (جياوزي)، والخبز المحشو (باوزي) تعد من أطباقهما المفضلة.
وعند الحديث عن زملائهما الصينيين، اتفقت الفتاتان على أنهما مندهشتان من جديتهم واجتهادهم في الدراسة، حيث قالتا بإعجاب: "الطلاب الصينيون مجتهدون جدًا! نحن نراهم دائمًا يدرسون في المكتبة."
إلياء وماريا من أبوظبي تدرسان حاليًا في جامعة شرق الصين للعلوم والتكنولوجيا. [الصورة/تشن جينغ من Chinanews.com]
ويدرس الشقيقان أي تشيانغ وسيف في الصين. أي تشيانغ، الذي يدرس في جامعة شرق الصين للعلوم والتكنولوجيا، استطاع بعد عدة أشهر من الدراسة التحدث باللغة الصينية بطلاقة. وأوضح أنه يستغل كل فرصة لممارسة اللغة الصينية في حياته اليومية.
يدرس الشقيقان أي تشيانغ وسيف في الصين، يتحدث الأخ الكبير أي تشيانغ الصينية بطلاقة. [الصورة/تشن جينغ من Chinanews.com]
أعرب أي تشيانغ عن رغبته في زيادة معرفته بالثقافة الصينية والعلاقات الدولية، مؤكدًا أن هذا سيساهم في تعزيز التواصل والتعاون بين الإمارات والصين في المستقبل. وأشار إلى أن العديد من المدارس الحكومية في الإمارات بدأت بالفعل في تقديم دروس اللغة الصينية.
خلال الأشهر التي قضاها في الصين، زار أي تشانغ عدة مدن مثل بكين وتيانجين ومقاطعة خنان، وقال: "الصين بلد شاسع ومتنوع، حيث تختلف الثقافات والتقاليد واللهجات من منطقة إلى أخرى." أما عن مدينة شانغهاي، فيرى أنها ليست مجرد مدينة، بل "عالم بحد ذاته" نظراً لطابعها العالمي.
وأكد لي شياوبنغ، عميد كلية التعليم الدولي بجامعة شرق الصين للعلوم والتكنولوجيا، أن الطلبة الإماراتيين يتركون انطباعًا إيجابيًا لدى زملائهم وأساتذتهم الصينيين بفضل ذكائهم ونزاهتهم وأخلاقهم العالية.
كما أشار إلى أن الشباب الإماراتيين يلعبون دورًا مهمًا في تعزيز التبادل التعليمي والثقافي بين البلدين، حيث ينقلون جزءًا من ثقافة الإمارات إلى الصين.
وأوضح العميد أن الجامعة توفر للطلاب الإماراتيين فرصًا متعددة للانخراط في الثقافة الصينية، من خلال الدمج بين الدراسة النظرية والتجربة العملية، مما يسمح لهم بفهم المجتمع الصيني على نحو أعمق واستكشاف الثقافة الصينية بشكل مباشر.
وفي السياق ذاته، صرح ليو تشاو، الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات الصينية، بأنه يأمل أن يدرس المزيد من الطلاب الإماراتيين في الصين، مما سيمكنهم من التعرف بشكل أكبر على الثقافة الصينية وطريقة تفكير الصينيين، وهو ما سيساهم في تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين.