متطوعون محترفون يبنون جسور التعاون في معرض الصين الدولي للاستيراد

arabic.shanghai.gov.cn| 2025-11-12

داخل أروقة معرض الصين الدولي للاستيراد (CIIE)، لا يقتصر دور المتطوعين المحترفين على كونهم جسورًا لغوية فحسب، بل يسهمون أيضًا في تعزيز التعاون الثقافي بين الشعوب. ومن بين هؤلاء يمثل محمد من الجزائر وحسن من موريتانيا نموذجين مميزين.

محمد من الجزائر، ويتحدث العربية بوصفها لغته الأم. جاء إلى شانغهاي قبل عامين ويقيم حاليًا في جانغجيانغ. وعلى الرغم من أن رحلة تنقله اليومية إلى المركز الوطني للمعارض والمؤتمرات تستغرق قرابة ساعتين، فإنه يبقى مستعدًا دائمًا للاستجابة لأي "نداء طارئ". عمله في الترجمة لا يتبع جدولًا ثابتًا — ففي بعض الأحيان، يأتيه موظفو الأجنحة المجاورة، الذين يصفهم بـ "جيرانه" في المساء طلبًا للمساعدة في جلسات تفاوض تجارية مرتجلة.

1.jpg

محمد يساعد ممثل شركة صينية في التواصل مع الوفود العربية. [الصورة/Shanghai Observer]

وقد ساعد محمد وفدًا حكوميًا من الكويت في التواصل مع شركات صينية لمواد البناء، كما ساعد مورد زيت زيتون تونسيًا في إيجاد موزعين في منطقة شرق الصين، ليصبح "جسر التواصل" الموثوق لهم.

أما حسن، القادم من موريتانيا، فيمتلك مهارة أكثر ندرة — إتقانه للهجات المختلفة. فهو لا يتحدث العربية بطلاقة فحسب، بل يجيد أيضًا اللهجات المحلية، ويمكنه حتى التحدث ببضع عبارات من لهجة شانغهاي. وقال: "تختلف هذه اللهجات اختلافًا كبيرًا عن العربية الفصحى وهي محلية جدًا. وعند التواصل مع تجار من مصر والسودان وغيرهما من الدول العربية التي ترتبط بعلاقات تجارية قوية مع الصين، تكون مهاراتي ذات قيمة كبيرة."

2.jpg

حسن يقدم خدمة الترجمة. [الصورة/Shanghai Observer]

ولاحظ حسن أن التعاون في معرض الصين الدولي للاستيراد يتسم بالعملية، ويركز بشكل أساسي على استيراد وتصدير المواد الخام وإنشاء المصانع المحلية. وفي إطار مبادرة "الحزام والطريق"، اختارت العديد من الشركات الصينية إنشاء فروع لها في الإمارات، لتمديد سلاسل التوريد الصينية إلى الشرق الأوسط — وهي حالات أصبحت جزءًا مهمًا من العلاقات الاقتصادية الصينية العربية.

تعكس قصة محمد وحسن الاحترافية المتنامية والدقة العالية في خدمات المتطوعين داخل معرض الصين الدولي للاستيراد. فهم لا يكتفون بتجاوز حواجز اللغة فحسب، بل يفهمون أيضًا منطق الأعمال والفروق الثقافية بعمق، ليضمنوا أن كل تواصل دولي يتم بسلاسة، ويزرعوا بذور التعاون طويل الأمد.