المبادرة في الذكاء الاصطناعي كحافز للنمو

arabic.shanghai.gov.cn| 2025-09-05

10001.jpeg

يشير خبراء ومديرو شركات إلى أن تركيز الصين على تعزيز التكامل الواسع والعميق للذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات سيساعد البلاد على بناء محركات نمو جديدة وضخ زخم قوي في التنمية الاقتصادية عالية الجودة، مما يعزز مكانتها كقوة عالمية في الابتكار.

وبما أن الصين تعترف بالذكاء الاصطناعي كأداة أساسية في تنمية قوى إنتاجية نوعية جديدة، فإن تطبيقاته ستدفع نحو تحول الصناعات التقليدية وتحديثها، فضلاً عن دعم الصناعات الناشئة والاستراتيجية والمستقبلية.

تأتي هذه التصريحات بعد كشف مجلس الدولة (مجلس الوزراء الصيني) مؤخراً عن إرشادات خاصة بالتنفيذ العميق لمبادرة "الذكاء الاصطناعي بلس".

ووفقاً للإرشادات، ستعزز البلاد استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات العلوم والتكنولوجيا، والتنمية الصناعية، والاستهلاك، ورفاهية الشعب، والقدرات الحوكمة، والتعاون العالمي.

بحلول عام 2027، ستحقق الصين تقدماً كبيراً في الدمج العميق للذكاء الاصطناعي في ستة قطاعات رئيسية، حيث سيتجاوز معدل انتشار الأجهزة الطرفية الذكية من الجيل الجديد ووكلاء الذكاء الاصطناعي نسبة 70%، وسيتخطى هذا الرقم 90% بحلول عام 2030. وبحلول عام 2035، ستدخل الصين مرحلة جديدة من الاقتصاد الذكي والمجتمع الذكي، لتشكل دعماً قوياً لتحقيق التحديث الاشتراكي بشكل أساسي.

قال شو تشيانغ، رئيس مركز المعلومات الوطني: "باعتباره تقنية استراتيجية تقود موجة جديدة من الثورة التكنولوجية والتحول الصناعي، فإن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل طريقة عمل وحياة البشر بشكل عميق". وأكد أهمية التحديث التكنولوجي باعتباره مفتاحاً لدفع التحديث الصيني.

وأوضح أن تنفيذ مبادرة "الذكاء الاصطناعي بلس" يهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي بعمق في مختلف قطاعات الاقتصاد والمجتمع، مما سيساعد على رفع الإنتاجية الكلية ويلعب دوراً استراتيجياً في دعم مسيرة التحديث الصيني.

من جانبه، قال ونغ شي، أستاذ في كلية غوانغخوا للإدارة بجامعة بكين، إن المبادرة تمثل خطوة حيوية لدفع انتقال محركات النمو من القديمة إلى الجديدة، إذ أصبح الذكاء الاصطناعي محركاً جديداً يدعم التنمية الاقتصادية للصين وتحديث صناعاتها. وأضاف أن التكامل الصناعي العميق للذكاء الاصطناعي سيعزز كفاءة الإنتاج، ويُحسّن العمليات التشغيلية، ويخفض استهلاك الطاقة والتكاليف، مما يدفع الصناعات التقليدية مثل الفولاذ والنسيج وتصنيع المعدات نحو تنمية متقدمة وذكية وخضراء.

وتشير الإرشادات إلى أن الجهود ستنصب على تحسين القدرات الأساسية لنماذج الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الابتكار في إمدادات البيانات، وتقوية القدرة الحوسبية الذكية، وتعزيز بناء فرق المواهب.

وأكد وانغ يي مينغ، نائب رئيس مركز الصين للتبادلات الاقتصادية الدولية، أن لدى الصين مزايا فريدة في دفع المبادرة، بفضل موارد البيانات الوفيرة، والنظام الصناعي المتكامل الغني بفرص التطبيق، والسوق المحلية الضخمة، والبيئة المؤسسية والسياساتية السليمة.

وأضاف أن استمرار تنفيذ المبادرة يتطلب تحقيق تطورات في البحث الأساسي والتقنيات الرئيسية والجوهرية، وبناء بنية تحتية أقوى مثل البيانات والقدرة الحوسبية، إلى جانب إنشاء منظومة صناعية ذكية ومجتمع مفتوح المصدر، وتعزيز تطوير المواهب وتحسين السياسات واللوائح وتعزيز القدرات الأمنية.

وأشار سون كه، نائب مدير معهد السياسات والبحوث الاقتصادية في الأكاديمية الصينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إلى الدور المهم للذكاء الاصطناعي في تنمية قوى إنتاجية جديدة وإعادة تشكيل المزايا التنافسية. وأوضح أن التنفيذ العميق لمبادرة "الذكاء الاصطناعي بلس" يساهم في تسريع اندماج الذكاء الاصطناعي مع الاقتصاد الحقيقي، ما يؤدي إلى نشوء صناعات وأشكال أعمال جديدة مثل الروبوتات الذكية والمركبات ذاتية القيادة والأجهزة المنزلية الذكية، ويعزز القدرة التنافسية الأساسية للصين على الساحة العالمية.

أما تشو يونجيه، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة هاير، فقال إن نشر الذكاء الاصطناعي في الشركات يتركز حالياً على التصنيع والبحث والتطوير والمبيعات والمشتريات والخدمات. وأوضح أن دمج نماذج الذكاء الاصطناعي مع الروبوتات المنزلية والأجهزة الطرفية سيخلق نقاط نمو استهلاكية جديدة لصناعة الإلكترونيات الاستهلاكية العالمية، مشيراً إلى أن شركته تروج لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات متعددة تشمل المنازل الذكية والإنترنت الصناعي.

وفي السياق ذاته، قالت تسوي جينغيي، نائب الرئيس والمدير العام لشركة أفيفا للصناعات البرمجية في الصين، إن البلاد أصبحت السوق الأكثر تقدماً في تطبيقات الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، ما يجلب فرصاً جديدة للعديد من الشركات، بما فيها أفيفا. وأكدت أن الشركة على استعداد لتسريع تطبيق الذكاء الاصطناعي من خلال التعاون مع شركاء محليين صينيين.