نمو التجارة الخارجية في شانغهاي بدفع من الشركات الخاصة
شهدت شانغهاي نموًا مستقرًا في تجارتها الخارجية خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، مدعومًا بدور متزايد للشركات الخاصة التي أصبحت من المحركات الرئيسة لهذا النمو، وفقًا لبيانات صدرت عن إدارة جمارك شانغهاي.
وقد بلغت القيمة الإجمالية للواردات والصادرات في المدينة نحو 1.8 تريليون يوان (ما يعادل 251.3 مليار دولار أمريكي)، بزيادة سنوية بلغت 1.8%، ما يعكس مرونة الاقتصاد المحلي رغم التحديات العالمية.
وقد سجّلت الصادرات قفزة ملحوظة بنسبة 11.5% لتصل إلى 787.38 مليار يوان، بينما بلغت قيمة الواردات 994.6 مليار يوان، مسجلة تراجعًا بنسبة 4.8% مقارنة بالعام الماضي. إلا أن هذا التراجع في الواردات شهد تباطؤًا بمعدل 2.5 نقطة مئوية مقارنةً بالفترة من يناير إلى أبريل، ما يشير إلى بداية انتعاش نسبي في الطلب على السلع المستوردة.
الشركات الخاصة في شانغهاي كانت العنصر الأكثر بروزًا في أداء التجارة الخارجية، إذ قفزت قيمة تجارتها إلى 671.7 مليار يوان، أي بزيادة سنوية بلغت 22.2%. هذه النسبة تفوق بكثير معدل النمو العام للتجارة الخارجية في المدينة، مما يعكس ديناميكية هذه الفئة من المؤسسات. وقد ساهمت هذه الشركات بنسبة 37.7% من إجمالي حجم التجارة الخارجية لشانغهاي وأسهمت بمقدار 7 نقاط مئوية من نموها العام.
في شهر مايو وحده، بلغت قيمة التجارة الخارجية 377.15 مليار يوان، محققة نموًا سنويًا قدره 4.5%. وبلغ نمو الصادرات 3.5%، في حين زادت الواردات بنسبة 5.3%، ما يمثل استمرارًا لوتيرة النمو الإيجابية لأربعة أشهر متتالية.
وعلى صعيد العلاقات التجارية الخارجية، أظهرت التجارة مع الدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق زخمًا قويًا، حيث بلغت قيمتها 734.63 مليار يوان خلال الفترة من يناير إلى مايو، بزيادة سنوية قدرها 11.4%، وهو ما يشكّل أكثر من 40% من إجمالي التجارة الخارجية لشانغهاي. وكانت الزيادة في التبادل التجاري مع أوروبا الشرقية وأفريقيا لافتة، حيث تجاوزت نسبة النمو في هذه المناطق 20%.
أما من حيث نوعية المنتجات، فقد حافظت صادرات المنتجات الكهروميكانيكية على أدائها القوي، متجاوزة 100 مليار يوان للشهر الثالث على التوالي. وبرز من بينها تصدير الدوائر المتكاملة الذي بلغ 74.4 مليار يوان بزيادة 4.5%، وصادرات الحواسيب المحمولة التي بلغت 21.87 مليار يوان بزيادة 1.6%.
ولم يقتصر النمو على جانب الصادرات فحسب، بل شمل أيضًا واردات السلع الاستهلاكية والصناعية، ما يعكس قوة الطلب المحلي والنشاط الصناعي. فقد زادت واردات اللحوم بنسبة 8.9%، والفواكه الطازجة والمجففة بنسبة 2.4%، ومنتجات الألبان بنسبة 24.3%. كما شهدت واردات السلع الصناعية ارتفاعًا ملحوظًا، حيث ارتفعت واردات المطاط بنسبة 59.6%، ومكونات الطائرات بنسبة 29.9%، ومعدات الصوت والفيديو بنسبة 18.2%، والروبوتات الصناعية بنسبة 23.1%.
تدل هذه المؤشرات على أن الاقتصاد في شانغهاي يتمتع بمرونة وتنوّع هيكلي قادر على دعم النمو المستدام، خاصة في ظل انفتاح السوق الصيني وتشجيع السياسات الحكومية للشركات الخاصة. ومع تعزيز المبادرات التجارية مثل الحزام والطريق، وتوسيع قاعدة الصناعات التقنية والابتكارية، تبدو شانغهاي في موقع متميز لتعزيز مكانتها كمركز تجاري دولي في السنوات القادمة.