في الثلاثين من هذا الشهر، سيتوجه وفد شانغهاي إلى عاصمة البيرو ليما، وهي مدينة توأمة لشانغهاي في أمريكا الجنوبية، لمناقشة مواضيع مثل بناء مركز الشحن وتدفق البيانات عبر الحدود وتبادل وجهات النظر مع نظرائهم في البيرو.

حاليًا، أقامت شانغهاي علاقات صداقة مع 72 مدينة توأمة دولية، حيث قامت بالتبادل الوثيق بينها بشكل متزايد.

يزور عمدة مدينة روتردام، أبو طالب، متحف التخطيط الحضري، ويلتقي بتلاميذ المدارس الابتدائية في شانغهاي. [الصورة/Shanghai Observer]

خلال فترة معرض الصين الدولي للاستيراد هذا العام، قام وفد رفيع المستوى من مدينة كورك في أيرلندا بزيارة إلى شانغهاي، حيث نظمت شانغهاي عدة أنشطة في مجالات التجارة والاقتصاد والتعليم والسياحة والصحة. وصرح أوبرين، السفير الإيرلندي في الصين، أن هناك وجه تشابة بين مدينتي كورك وشانغهاي إلى حد كبير باعتبارهما مدن ساحلية، حيث يمكنهما تبادل الخبرات في العديد من المجالات.

تولي شانغهاي اهتمامًا كبيرًا بصداقتها مع المدن التوأمة، حيث نظمت هذا العام سلسلة من الفعاليات التذكارية. وأضاف أحمد أبو طالب، وهو عمدة روتردام الذي زار شانغهاي في يوليو وسيقوم باستقالة عن منصبه قريبا، أن أواصر الصداقة بين المدن التوأمة هو الدافع الأساسي، وشانغهاي هي بمثابة بيت روتردام في الشرق، وأن خليفته سيواصل علاقاته الجيدة مع شانغهاي ومع الصين.

في الوقت نفسه، تواصل شانغهاي تعزيز علاقاتها الدولية من خلال زيارة أصدقائها القدامى والجدد، حيث توجهت إلى برشلونة في إسبانيا، والإسكندرية في مصر، ونيويورك في الولايات المتحدة، وسانتياغو في تشيلي، وكوينزلاند في أستراليا، ودبي في الإمارات العربية المتحدة. وخلال هذه الزيارات، تم التباحث حول تعزيز أواصر الصداقة والتعاون، بالإضافة إلى توقيع أو تجديد مذكرات تفاهم واتفاقيات تعاون مع هذه المدن.

يزور عمدة مدينة دنيدن، جوليس ليدي، حديقة يويوان. [الصورة/Shanghai Observer]

تستكشف شانغهاي أيضًا أشكال ومجالات تبادل جديدة مع المدن التوأمة. حيث عمل مكتب الشؤون المدنية في شانغهاي بالتعاون مع مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل والمعاشات التقاعدية في مدينة كولون بألمانيا على مناقشة التدريب العالي في رعاية المسنين، وتم إقامة علاقة الصداقة بين ميناء شانغهاي وميناء برشلونة في إسبانيا، وإنشاء ممر شحن أخضر مع ميناء هامبورغ بألمانيا، وتنظم شانغهاي فعاليات ترويجية "شانغهاي الساحرة" في مصر وجنوب أفريقيا.

وفي صدد التبادل الاقتصادي والتجاري، تم إنشاء شبكة تعاون بين غرف التجارة للمدن التوأمة الخاصة بشانغهاي في شهر أكتوبر من هذا العام، وفي شهر نوفمبر، توجه وفد شانغهاي إلى إسطنبول بتركيا ودبي بالإمارات العربية المتحدة للتواصل مع الشركات المحلية، بهدف فتح قنوات لشركات شانغهاي في التوسع في أسواق آسيا الغربية.

ومن خلال التعاون مع المدن التوأمة، تتعمق علاقات شانغهاي مع بلدانها. حيث تم انعقاد عدد من الدورات التدريبية للموظفين الحكوميين الدوليين في مجالات الذكاء الاصطناعي والابتكار التكنولوجي والتنمية الحضرية في شانغهاي هذا العام، بمشاركة أكثر من 60 مسؤولًا عالميًا. ومن خلال التعاون مع المدن التوأمة في أمريكا اللاتينية والمؤسسات المقيمة في شانغهاي تم بناء جسور تجارية بين الصين وأمريكا اللاتينية.

فعالية "سحر أمريكا اللاتينية" — العرض الخاص بعنوان "حلم المكسيك". [الصورة/Shanghai Observer]

مع تعمق التبادل بين المدن التوأمة، تم تحقيق سلسلة من نتائج التعاون المثمرة.

يصادف هذا العام الذكرى الـ 60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفرنسا. ففي شهر سبتمبر من هذا العام، خلال زيارة وفد شانغهاي إلى فرنسا، تم إطلاق للمرة الثانية مشروع التعاون لمدة خمس سنوات بين متحف البوند الغربي للفنون في شانغهاي ومركز جورج بومبيدو. لقد نجح الجانبان في تنظيم ما يقرب من 30 معرضًا وتم جذب أكثر من 2 مليون زائر.

وفي شهر مايو من هذا العام، بعد زيارة وفد شانغهاي إلى سان فرانسيسكو ونيويورك، تم التوصل إلى سلسلة من الاتفاقيات مع الحكومة المحلية ورجال الأعمال المحليين، حيث أظهرت مؤسسة الطاقة الأمريكية النية في التعاون الاستراتيجي طويل الأمد مع شانغهاي، وأعربت مجموعة جولدمان ساكس عن استعدادها للاستثمار في المشاريع الخضراء ومنخفضة الكربون في شانغهاي.

أشار واين براون، عمدة أوكلاند في نيوزيلندا، خلال لقاءه بعمدة بلدية شانغهاي، إلى أن أوكلاند مستعدة لتعميق التعاون مع شانغهاي في مجالات الاقتصاد والتجارة والموانئ والبنية التحتية الحضرية، وأن تصبح جسرًا يربط بين الصين ونصف الكرة الجنوبي.

تجلب علاقة الصداقة بين المدن التوأمة فرص كبيرة لكل منهما. وعلى حد تعبير جوليوس ليدي، عمدة مدينة دنيدن في نيوزيلندا الذي حضر مؤخرًا فعاليات الاحتفال بالذكرى الـ 30 للمدن التوأمة في شانغهاي، "تمنح العلاقات بين المدن الشقيقة فرصًا للتعاون بين المدن، وما نقوم به اليوم يخلق المزيد من الفرص للغد".