تجمّع الأصوات العالمية في شانغهاي مع انطلاق مؤتمر الشمول 2025
تحوّلت ضفاف نهر هوانغبو مجددًا إلى ملتقى للأفكار في 11 سبتمبر، مع افتتاح مؤتمر الشمول على ضفاف البوند (Inclusion·Conference on the Bund) على ضفة البوند في شانغهاي. وقد أصبح هذا الحدث السنوي، الذي يُعقد للسنة الرابعة، واحدًا من أبرز فعاليات التكنولوجيا المالية والتقنية في آسيا، حيث استقطب هذا العام 550 ضيفًا من 16 دولة ومنطقة.
ألقى ريتشارد ساتون، الحاصل على جائزة تورينغ لعام 2024 ورائد في مجال التعلم المعزز، كلمة عبر الفيديو في المنتدى الرئيسي. وأوضح أن عصر البيانات البشرية يقترب من نهايته، وأن الذكاء الاصطناعي ينتقل إلى "عصر الخبرة"، حيث سيفتح التعلم المستمر آفاقًا تتجاوز بكثير الإنجازات السابقة.
أما وانغ جيان، مؤسس علي بابا كلاود ومدير مختبر تشجيانغ، فأكد أن الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر يجب أن يتجاوز مجرد نشر الشيفرات ليشمل الموارد المفتوحة أيضًا. كما أشار إلى الفضاء باعتباره الحدود القادمة، مشددًا على أنه لا ينبغي للذكاء الاصطناعي أن يغيب عن رحلة البشرية إلى ما وراء الأرض.
من جانبه، أضاف المؤرخ والفيلسوف يوفال نوح هراري منظورًا إنسانيًا، محذرًا من الحكم على التقدم فقط من خلال سرعة التغيير التكنولوجي، ومؤكدًا أهمية التعاون والثقة والتعاطف في تشكيل مستقبل مستدام.
ويعكس المؤتمر نفسه هذا التوازن بين الطموح والاتصال. يشمل برنامج هذا العام منتدى رئيسيًا، و44 منتدى فرعيًا، ومعرضًا بمساحة 10000 متر مربع، وسوقًا للابتكار بمساحة 5000 متر مربع. كما تعرض نحو 200 شركة أحدث ابتكاراتها، مع إطلاق أكثر من 30 منتجًا جديدًا.
وقد اكتسب المؤتمر سمعةً تتجاوز كونه مجرد قمة للتكنولوجيا المالية، إذ وصفه مؤتمر ومعارض South by Southwest الأمريكي مطلع هذا الأسبوع بأنه تعبير حي عن الرابط الإبداعي بين الإنسان والتكنولوجيا، مسلطًا الضوء على حيوية الجيل الشاب في الصين.
منذ انطلاقه عام 2020، تطوّر المؤتمر ليصبح منصة رفيعة المستوى للحوار بين قطاعات المال والتكنولوجيا والصناعة عالميًا. وجذبت نسخة العام الماضي 52,000 زائرًا بشكل مباشر وأكثر من 10 ملايين متابع عبر الإنترنت.