توسيع الانفتاح في الصين يعزز ثقة المستثمرين الأجانب
قال قادة الأعمال الأجانب والخبراء إن الدعوة الدائمة للصين بغرض التجارة الحرة والاستثمار، بما في ذلك اتخاذ خطوات ملموسة لتحقيق انفتاح عالي المستوى، ستواصل إفادة الصين وبقية العالم وسط حالة عدم اليقين الناجمة عن التوترات الجيوسياسية. وأضافوا أن شانغهاي، باعتبارها رائدة في حملة الانفتاح في الصين ومدينة عالمية مترابطة بعمق مع الاقتصاد العالمي، من المتوقع أن تعزز جهودها لتطوير اقتصاد مفتوح على مستوى أعلى، مما يعزز ثقة المستثمرين الأجانب ويضخ حيوية جديدة في الاقتصاد الصيني بشكل عام.
أدلى المتحدثون بهذه التصريحات يوم الثلاثاء في شانغهاي خلال طاولة النقاش "النمو مع الصين"، الذي نظمها بشكل مشترك مكتب الشؤون الخارجية لحكومة بلدية شانغهاي الشعبية وChina Daily.
حيث قال رونين مينس، رئيس منطقة آسيا والمحيط الهادئ والمدير الإداري لشركة AppsFlyer، وهي شركة تحليلات تسويق عبر الهاتف المحمول مقرها الولايات المتحدة: "إذا كان هناك وصف واحد لما رأيته عند دخولي إلى الصين، فهو أنني رأيت المستقبل. وإذا كان هناك وقت للتفاؤل بمستقبل الصين، فإن هذا الوقت هو الآن".
وأشار إلى أنه مع تركيز الصين على الإصلاح والانفتاح، توجد فرص هائلة في المستقبل لشركات التكنولوجيا، مضيفاً أنه من خلال البقاء مرنين، وتعزيز الابتكار، واستغلال فرص التعاون، يمكن للشركات الأجنبية الاستفادة من إمكانات السوق الصيني والمساهمة في نموها ونجاحها في المنطقة. كما أكد أن مكانة شانغهاي كمركز اقتصادي ومالي دولي توفر ثروة من الفرص لشركات مثل AppsFlyer لتكوين شراكات استراتيجية وتوسيع نطاق السوق والاستفادة من النظام البيئي الديناميكي للأعمال والمبتكرين في التكنولوجيا.
وقال كارلو داندريا، نائب رئيس غرفة التجارة الأوروبية في الصين ورئيس مجلس إدارتها في شانغهاي وهو أيضاً مؤسس ومدير شريك في شركة D'Andrea & Partners للاستشارات القانونية ورئيس مجموعة DP، إنه متفائل بالتأكيد بالجدول الذي وضعته القيادة الصينية للشركات الأوروبية في الصين. وأضاف: "إنه سوق كبير، وثاني أكبر اقتصاد في العالم. أعتقد بشدة أن أعضاءنا من الشركات الأوروبية يمكنهم تحقيق المزيد هنا في السوق".
وقد اتخذت الصين خطوات أكثر صلابة مؤخراً لتوسيع الانفتاح المؤسسي عالي المستوى وتعزيز ثقة المستثمرين الأجانب. وتبنى القرار الصادر في يوليو في الجلسة العامة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني التزاماً بتعزيز القدرة على الانفتاح مع توسيع التعاون الدولي، وتطوير مؤسسات جديدة لاقتصاد مفتوح بمعايير أعلى، والاستفادة من قوة السوق الصيني الهائلة.
ومن بين أحدث التحركات، تم إصدار النسخة الأخيرة من القائمة السلبية للاستثمار الأجنبي في الصين يوم الأحد، والتي ألغت جميع القيود في صناعة التصنيع.
وقالت ليليانا لوسيوني، رئيسة شركة Coach China، إن الشركة الأم لـ Coach، وهي مجموعة Tapestry، تخطط لافتتاح 100 متجر في جميع أنحاء الصين بحلول عام 2025 كجزء من جهد بدأ في عام 2022، مضيفة أن طموح شانغهاي في أن تصبح مركزاً اقتصادياً وتجارياً وابتكاراً علمياً دولياً يتماشى تماماً مع خططها التوسعية.
وأكدت أن حجم السوق الصيني، وازدياد عدد الطبقة المتوسطة، والقوة الشرائية المتزايدة لجيل Z و"اقتصاد النساء" يجعل الصين وجهة استثمارية جذابة.
وقال راني جاركس، رئيس مجموعة Cedrus، إنه يعتقد أن الصين أصبحت رائدة في العديد من القطاعات، بما في ذلك العلوم الحيوية، مما يوفر فرصة كبيرة للعالم بأسره. وتحدث بشكل خاص عن خدمات شانغهاي المتكاملة التي تقدمها لزوارها الدوليين.
وفي وقت سابق من هذا العام، أطلقت المدينة بوابة خدمات شانغهاي الدولية، وهي بوابة محسنة متعددة اللغات لحكومة بلدية شانغهاي. وتقدم مجموعة واسعة من الموارد التي تغطي السياسات والتحديثات الإخبارية والنصائح المفيدة المصممة للمغتربين في شانغهاي الذين يبحثون عن معلومات حول الأعمال والتوظيف والسفر والتعليم والتسوق.
كما أشاد بكفاءة الشركات الصينية وقدرتها التنافسية، وهو ما قال إنه سبب رئيسي وراء رغبة المستثمرين في الاستثمار في الصين.
وقال ديفيد بلير، نائب رئيس مركز الصين والعولمة الذي يتخذ من بكين مقراً له وهو اقتصادي أمريكي، إن الصين ستواصل النمو، على الرغم من أن السنتين أو الثلاث المقبلة ستكون صعبة مع مرور البلاد بفترة انتقالية صعبة. وقال: "لكن إذا نجحوا في تحقيق هذا التحول، وهو ما أعتقد أنهم سيفعلونه، فإن ذلك سيؤدي إلى نمو صحي وطويل الأجل يعتمد بشكل خاص على نمو المناطق الريفية".