كشفت دار أوبرا شانغهاي عن موسمها لعام 2025، الذي يتميز بتشكيلة متنوعة من التعاونات الدولية والإنتاجات الأصلية. [الصورة مقدمة إلى arabic.shanghai.gov.cn]

أعلنت دار أوبرا شانغهاي مؤخرًا عن موسمها لعام 2025، والذي يتضمن مجموعة متنوعة من التعاونات الدولية، والتحف الكلاسيكية، والإنتاجات الأصلية.

من أبرز محطات الموسم هو التعاون الأول لدار الأوبرا مع مهرجان بايرويت لتقديم أوبرا "تريستان وإيزولد" الرائعة لريتشارد فاجنر. استنادًا إلى إنتاج مهرجان بايرويت لعام 2022، سيشارك مغنون من شانغهاي في أداء أدوار رئيسية إلى جانب طاقم مهرجان بايرويت.

كما ستعود النسخة الجديدة من أوبرا "فالستاف"، التي أخرجها فريق بريطاني، إلى مسرح شانغهاي، حيث تم نقل أحداث الأوبرا الكوميدية إلى بريطانيا في خمسينيات القرن الماضي مع تصميمات جديدة للديكورات والأزياء.

يقول شو جونغ، مدير دار أوبرا شانغهاي: "من خلال هذه التعاونات الدولية، نسعى إلى إبراز المواهب الاستثنائية للفنانين الصينيين والشركات العالمية، وكذلك ديناميكية جمهور السوق الصيني".

ويضيف شو قائلاً: "يرفع هذا الموسم من مستوى إنتاجنا الفني في جميع الجوانب"، واصفًا إياه بأنه مجموعة من الأوبرات الأصلية والإنتاجات المشتركة الرئيسية مع مسارح أخرى من الصين والخارج.

ملصق لأوبرا "روميو وجولييت" للموسيقار شارلز جونود. [الصورة مقدمة إلى arabic.shanghai.gov.cn]

العرض العالمي الرئيسي هو "حلم الازدهار"، أوبرا من إنتاج دار أوبرا شانغهاي بالشراكة مع منصة تينسنت فيديو. تستلهم هذه القطعة من المسلسل التلفزيوني الشهير الذي يحمل نفس الاسم، حيث تصور حياة ثلاث نساء يعشن في عهد أسرة سونغ (960-1127)، وتحتفي بموضوع تمكين المرأة.

الموسيقى والنص مستوحيان من الشعر والموسيقى لتلك الحقبة، لإعادة إبداع المشاهد النابضة بالحياة والبيئة الثقافية لتك الفترة الزمنية.

يقول المخرج جيانغ ويغو: "يجب أن تجسد الأوبرا جوهرها الكامل من خلال الموسيقى باعتبارها القوة الدافعة لتسليط الضوء على الغناء، مما يوفر للجمهور منظورًا جديدًا. ورغم أن التجربة في الأساس صوتية، فإن العناصر البصرية أيضًا مشبعة بالرموز والمظاهر الجمالية الصينية القديمة".

إنتاج آخر رئيسي أصلي هو "الجولة الجديدة لفرقة شينآن"، وهو جناح كورالي سيمفوني يكرّم الفرق الموسيقية الحربية التي قدمت عروضًا لتسلية وتحفيز قوات المقاومة ضد الغزو الياباني. العديد من الأعضاء الأساسيين لهذه الفرق الجوالة، التي أُطلق عليها لقب "بوق تحرير الوطن"، انضموا لاحقًا إلى دار أوبرا شانغهاي.

ومن خلال هذا العمل، تأمل الشركة في نقل روح هذه الفرق ونقل الجين الثقافي الثوري إلى الأجيال الشابة من خلال منظور معاصر ولغة موسيقية شبابية.

تشمل العروض الأخرى أوبرا "مسيرة المتطوعين"، التي تُحيي الذكرى التسعين لأول ظهور لهذه الأغنية الوطنية الشهيرة في عام 1935. كانت الأغنية مصدر إلهام كبير للجنود والمدنيين خلال حرب المقاومة ضد العدوان الياباني (1931-1945) وأصبحت لاحقًا النشيد الوطني للصين. ستُعرض الأوبرا في مسرح ويست باند الكبير مع أداء أكثر صقلًا وانسيابية.

كما سيبدأ العرض المسرحي الراقص "رقصة الخط العربي في عام 353 ميلادي" جولة جديدة في عام 2025. وفي الوقت نفسه، ستعرض الأمسية الراقصة "مطاردة الضوء" لحظات مشرقة من سعي الراقصين للإمساك بالضوء المثالي المجازي.

يتزامن الإعلان عن موسم 2025 مع الذكرى الأربعين لمجلة الأوبرا. [الصورة مقدمة إلى arabic.shanghai.gov.cn]

لإحياء الذكرى الثمانين لانتصار الصين في حرب المقاومة ضد العدوان الياباني، ستتعاون دار أوبرا شانغهاي مع مسرح الفنون في منغوليا الداخلية لتقديم الحفل الكورالي أنشودة السلام، تكريماً للنضال التاريخي.

تشمل أبرز أحداث الموسم أيضًا إنتاجات شبه مسرحية لكلاسيكيات مثل كوزي فان توتي، ريجوليتو، وكافاليريا روستيكانا. كما سيتم تقديم عروض موسيقية لحفل الكورال السيمفوني كارمينا بورانا، بالإضافة إلى تعاونات مع مهرجان شانغهاي الدولي للفنون، وأوركسترا شانغهاي السيمفونية، وغيرها من الأوركسترات الإقليمية.

يقول شو: "يعرض هذا الموسم المذهل تعاونات رائعة في مجالات الأوبرا، والرقص، والحفلات السيمفونية، والفعاليات مع فنانين مشهورين من جميع أنحاء العالم".

يتزامن الإعلان عن موسم 2025 مع الذكرى الأربعين لمجلة الأوبرا Ge Ju (الأوبرا)، والتي سيتم الاحتفال بها من خلال معرض في مسرح شانغهاي الكبير. من خلال عروض غامرة مثل نماذج المسرح، ومعارض الصور، والمقتنيات، والتجارب الرقمية التفاعلية، يتتبع المعرض تطور كل من النشر وفن الأوبرا في الصين على مدار العقود الأربعة الماضية.

ستواصل دار أوبرا شانغهاي السعي لتحقيق التميز من خلال الابتكار والجهود الدؤوبة، كما يقول تشاو لي، سكرتير الحزب لدار أوبرا شانغهاي.

وتقول: "ندعو الجمهور إلى أن يكون شاهدًا ومشاركًا في هذه الرحلة التي تجمع بين التفوق الفني المحلي والدولي، بينما تُجسد التوازن بين التقليدي والحديث، وبين الجوهر الصيني والغربي".