من شانغهاي إلى المغرب: نجاح الطب الصيني التقليدي وكسب القلوب في شمال إفريقيا

arabic.shanghai.gov.cn

في دولة المغرب بشمال إفريقيا، أصبح الطب الصيني التقليدي من الشرق يحظى باهتمام متزايد وثقة كبيرة بين المواطنين، ليصبح خيارًا طبيا شائعًا بين الناس. هو بينغلين، طبيب من مستشفى يويانغ للتكامل بين الطب الصيني والطب الغربي التابع لجامعة شانغهاي للطب الصيني التقليدي، شارك تجربته كقائد الفريق الطبي الصيني رقم 171 في المحمدية، مستعرضًا قصة مؤثرة وملهمة عن نقل الثقافة الطبية الصينية عبر البحار والجبال.

وفي فبراير الماضي، نظم معهد كونفوشيوس بجامعة محمد الخامس فعالية لتجربة الطب الصيني، وجذبت عددًا كبيرًا من المواطنين. وأعربت امرأة مغربية بعد تلقيها جلسة تدليك صيني علاجي (توي نا) عن شعورها بالارتياح قائلة: "ضغط الطبيب بالضبط على مكان الألم في رأسي، والآن أشعر براحة كبيرة ورؤيتي أصبحت أوضح!" كان المكان مكتظًا في المقاعد والسلالم والممرات، والكثيرون اصطفوا لتجربة التدليك وتجربة الوخز بالإبر بأنفسهم.

ويعود وجود الطب الصيني في المغرب إلى أكثر من 40 عاما منذ عام 1986، عندما أنشأ الفريق الطبي الصيني مركزًا للوخز بالإبر في المحمدية، وقد قدّم العلاج لأكثر من مليون شخص، من المغرب ودول أوروبية مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا. ومع تزايد أعداد المرضى، قام الفريق في 2010 بتحويل جراج السيارات والساحات المكشوفة إلى غرف علاجية، وقام الأطباء بتقصير استراحة الغداء وتوسيع ساعات العمل لتلبية الطلب.

يتميز الفريق السادس عشر بالمحمدية بقيادة هو بينغلين بخبرته في الوخز بالإبر والتدليك الصيني. إلى جانب العلاجات التقليدية، قدم التدليك لمشاكل شائعة مثل آلام الرقبة والظهر، الصداع، والأرق، وكانت النتائج ممتازة وحازت على رضا واسع. وبعد إطلاق عيادة التدليك، انتشرت موجة جديدة من الاهتمام بالطب الصيني، حيث تجاوز عدد المرضى السنوي 10000، حتى اضطر الفريق لإدخال نظام الفحص المسبق لتنظيم الزوار.

أبدى الشعب المغربي اعجابا كبيرا تجاه التدليك الصيني، واطلقو عليه " كونفو" ولم يقتصر تأثير الطب الصيني على المواطنين فقط، بل أصبح العديد من المسؤولين والشخصيات الاجتماعية من محبي الطب الصيني بعد تجربته. وقام هو بينغلين شخصيًا بتعليم زوجة رئيس وزراء المغرب تقنيات تدليك الركبة للعناية الذاتية، مما زاد من انتشار الطب الصيني في البلاد.

إلى جانب العلاج، يكرّس هو بينغلين جهده لتعليم وترويج الطب الصيني. حيث ألقى محاضرات في معهد كونفوشيوس، مبسّطًا تاريخ التدليك الصيني الذي يمتد لأكثر من 3000 عام وثقافته بطريقة سهلة الفهم. كما درّب ثلاثة أطباء مغاربة وأنتج فيديوهات تعليمية بالفرنسية تُعرض بشكل مستمر في مناطق الانتظار، لتعريف الناس بالطب الصيني التقليدي.

في 2016، تم إنجاز مشروع توحيد معايير العيادات الصينية بالمغرب بنجاح، ليضع الأساس لإنشاء مركز الصين-المغرب للطب الصيني التقليدي. وفي 2018، افتتحت مكتبة الطب الصيني بالمغرب التابعة لـ"نافذة شانغهاي"، وأضافت 500 كتابًا كلاسيكيًا ومتخصصًا بالطب الصيني باللغتين الصينية والإنجليزية، ما فتح نافذة جديدة للتعرف على الطب الصيني في إفريقيا.

قصة هو بينغلين ليست مجرد مثال على نشر الثقافة الطبية الصينية، بل هي أيضًا شهادة حية على الصداقة والتعاون الطبي بين الصين والمغرب. وبسحرها الفريد، يواصل الطب الشرقي كتابة قصص دافئة وملهمة في شمال إفريقيا، محققًا تواصلًا ثقافيًا حقيقيًا بين الشعوب.