القنصل العام للإمارات في شانغهاي: سوف تتأثر بسحر شانغهاي عندما تزورها

arabic.shanghai.gov.cn| 2024-06-13

قال القنصل العام لدولة الإمارات العربية المتحدة في شانغهاي مهند سليمان النقبي: "إن البلدين لديهما آفاق واسعة للتعاون في مجالات التكنولوجيا المالية والثروة السيادية والاقتصاد الجديد والأمن الغذائي".

10001.jpg

[www.shobserver.com]

وراء خشب الصندل والخزف والتوابل والقهوة، يكمن التاريخ الطويل للتبادلات الصينية العربية. في وقت مبكر يعود للقرن السابع، بفضل طريق الحرير البحري، تم بيع الحرير والخزف الصيني إلى شبه الجزيرة العربية، وتم شحن التوابل واللؤلؤ العربي عبر المحيط الهندي إلى الصين.

والآن، لم يعد التعاون بين الإمارات والصين يقتصر على التجارة في السلع ففي عام 2012، أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة أول دولة عربية خليجية تقيم شراكة استراتيجية مع الصين. وقال محند النقبي: "إن البلدين لديهما آفاق واسعة للتعاون في مجالات التكنولوجيا المالية والثروة السيادية والاقتصاد الجديد والأمن الغذائي."

 

شانغهاي تشبه دبي كثيرًا

بعد أن عاش وعمل في شانغهاي لأكثر من عامين، اكتشف النقبي أن شانغهاي تشبه وطنه من نواحٍ عديدة. على سبيل المثال، يعتبر شرب القهوة من الطرق العربية للترحيب بالضيوف، وبالمثل يجتمع سكان شانغهاي معًا لشرب القهوة أو الشاي. في السنوات الأخيرة، زاد عدد المقاهي في شوارع شانغهاي، كما أن طعم القهوة مختلف عن القهوة العربية ويرغب الدبلوماسي بشدة في تجربتها.

في رأي النقبي، تشبه شانغهاي مدينة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة كثيرًا — تعد دبي مركزًا للاقتصاد والتجارة والتمويل والشحن البحري في الشرق الأوسط، وتعمل شانغهاي حاليًا على بناء مركز دولي للاقتصاد والتمويل والتجارة والشحن البحري والابتكار العلمي والتكنولوجي. استضافت المدينتان معرض إكسبو، ولديهما اتصال وثيق، فقد أقامت المدينتان علاقات صداقة في عام 2000.

10002.jpg

[www.shobserver.com]

وبالمثل، يقسم خور دبي الضحل مدينة دبي إلى قسمين، يشبه نهر هوانغبو الذي يتدفق عبر وسط مدينة شانغهاي. على جانب المدينة، توجد المدينة القديمة ذات الطراز العربي، وعلى الجانب الآخر، توجد مدينة جديدة تضم ناطحات سحاب شاهقة. ويطلق سياح شانغهاي في دبي بصورة مجازية اسمي "بودونغ وبوسي" على الجانبين، ويمكنهم ركوب "الحافلة المائية" المسماة "عبارة" تحت وطأة النسيم للاستمتاع بالماضي والمستقبل لهذه المدينة.

تأمل دبي وشانغهاي في تحقيق الفوز بالمستقبل عن طريق الانفتاح. تعد المنطقة الحرة بجبل علي في دبي، والتي تأسست في عام 1985، واحدة من أكثر مناطق التجارة الحرة نضجًا في العالم، في حين أن منطقة التجارة الحرة التجريبية في شانغهاي قد مرت بعشر سنوات. اكتشف الكثيرون وجود بعض التشابه بين جبل علي ومدينة لينقانغ. إن جبل علي هو مركز بوابة الشرق الأوسط، وميناء يانغشان هو مركز شحن عالمي المستوى؛ يطور جبل علي الاقتصاد الرقمي وصناعة السيارات والمعالجة المعفاة من الرسوم الجمركية، وهذا مشابه جدًا لموقع الصناعة في لينقانغ الآن.

لذا، يتطلع النقبي إلى أن يتعاون الطرفان معًا، وأن "تتعلم شانغهاي من المنطقة الحرة بجبل علي في مجالات القوانين واللوائح والمعايير الإدارة. كما ستدعم المنطقة الحرة بجبل علي علي لينقانغ في إنشاء نظام مؤسسي منفتح يتوافق مع المعايير الدولية، ليصبح منطقة تجارة حرة جديدة ذات مستوى عالٍ من الانفتاح".

10003.jpg

[www.shobserver.com]

"سواء كانت مباني الواجهة البحرية ذات الطراز الكلاسيكي أو مراكز التسوق والمناظر الحضرية، فإنك ستُفتتن عند وصولك إلى شانغهاي." كما ذكر النقبي، أن شانغهاي مدينة مناسبة لعشاق الرياضة التي تستضيف فعاليات رياضية متعددة كل عام، والتي يمكن للأجانب الانضمام إليها. وإضافة إلى ذلك، فإن مشاركة 140 لاعبا إماراتيا في دورة الألعاب الآسيوية في هانغجو، سيساعد في تعزيز التفاهم والتواصل بين البلدين، وسيشكل فصلًا جديدًا للتعاون الرياضي بين البلدين.

طبقت الإمارات العربية المتحدة حاليًا الإعفاء من التأشيرة للسياح الصينيين القادمين. وذكر النقبي أن دولة الإمارات العربية المتحدة تبذل جهودًا لجذب السياح الصينيين. فعلى سبيل المثال، تقيم الإمارات العربية المتحدة أنشطة ترويج سياحي في العديد من المدن الصينية، وتنتج أدلة سياحية باللغة الصينية، "يمكن للسياح من شانغهاي الاستمتاع بالمأكولات وتجربة المناظر الصحراوية الخلابة، والتعرف على خصوصية كل إمارة في دولة الإمارات العربية المتحدة".

10004.jpg

[www.shobserver.com]

 

الاهتمام بالفرص التي توفرها السوق الصينية

وتظهر البيانات أنه في عام 2022 بلغ حجم التجارة الصينية العربية 99.269 مليار دولار، بزيادة أكثر من 37% على أساس سنوي. كما ساهم ازدهار التجارة الصينية العربية في تعزيز العلاقات التجارية بين شانغهاي والإمارات العربية المتحدة.

وقال النقبي: "أكدت العديد من شركات الإمارات العربية المتحدة بعد دراسة السوق الصينية عن كثب ضرورة إنشاء فروع لها في الصين واختارت شانغهاي كمقر رئيسي لها". وبين أن حجم التجارة بين الإمارات العربية المتحدة وشانغهاي بلغ 1.39 مليار دولار في عام 2022، ويبلغ عدد الشركات الإماراتية العاملة في شانغهاي حاليًا نحو 20 شركة، وتتركز أنشطتها بشكل أساسي في قطاعات الطيران والبتروكيماويات والتمويل والسياحة. وحتى شهر يناير من هذا العام، بلغ عدد مشاريع الاستثمار المباشر لدولة الإمارات العربية المتحدة في شانغهاي 104 مشروعًا بقيمة عقود تبلغ 170 مليون دولار.

10005.jpg

[www.shobserver.com]

وفي الوقت نفسه، تسعى الشركات في شانغهاي أيضًا إلى التطور في الإمارات العربية المتحدة. قال النقبي مستعينًا بالإحصاءات "الشرق الأوسط هو أحد الأسواق الرئيسية لشركة شانغهاي للسيارات للانطلاق منه نحو الخارج"، إذ زادت مبيعات شركة MG في الشرق الأوسط من 1487 سيارة في عام 2016 إلى 58 ألف سيارة خلال العام الماضي.

وقال النقبي: "لقد حان الوقت لشانغهاي لفتح أسواق سيارات الكهرباء في دولة الإمارات العربية المتحدة"، مضيفًا أن حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة وضعت سلسلة من الاستراتيجيات الوطنية لتسريع التحول الأخضر في قطاع النقل من خلال الترويج لاستخدام السيارات الكهربائية. ومن المتوقع أن تصل مبيعات شركة MG في السوق المحلية إلى 13 ألف سيارة بحلول عام 2025.

ويُعد معرض الصين الدولي للاستيراد معرضًا لا غنى عنه، حيث قال النقبي: "يُوفر هذا المعرض منصة مهمة للتعاون والتبادل بين الإمارات العربية المتحدة وشانغهاي"، وأضاف أن الشركات في الإمارات العربية المتحدة شاركت في كافة دورات معرض الصين الدولي للاستيراد، كما أن دبي وأبوظبي توليان أهمية كبيرة للفرص الناتجة عن انفتاح السوق الصينية، وأردف: "في السنوات الأخيرة، حققت العديد من شركات الإمارات العربية المتحدة إنجازات عديدة في مجالات الابتكار والتكنولوجيا، فقد وفر لهم معرض الصين الدولي للاستيراد المزيد من الفرص التجارية".

10006.jpg

[www.shobserver.com]

تُتيح التكنولوجيا الجديدة أيضًا المزيد من الفرص للتعاون بين البلدين. في السنوات الأخيرة، حيث طرحت دولة الإمارات العربية المتحدة سلسلة من مبادرات العمل لتعزيز نمو الاقتصاد الرقمي، واعتناق Web3.0 والميتافيرس بشكل إيجابي. وذكر النقبي أن العديد من شركات شانغهاي دخلت في القطاع المالي في دبي، حيث تم إدراج بعضها في بورصة دبي للأوراق المالية.

استشرافاً لآفاق المستقبل، تطلع النقبي إلى أن تجد الإمارات العربية المتحدة وشانغهاي فرصًا أكثر للاستثمار والتعاون في عدة مجالات، مثل الاقتصاد الجديد والتجارة والنقل اللوجستي والخدمات المالية والتكنولوجيا والتأمين والصناعات الفضائية.

 

المصدر: www.shobserver.com